أضرار الحمل المتتابع وفوائد الحمل المتكرر والمتتالي

أضرار الحمل المتتابع وفوائد الحمل المتكرر والمتتالي, الحمل والإنجاب يشكلان ركنًا أساسيًا في حياة المرأة، حيث تعد العملية الحملية استهلاكًا للكثير من الطاقة والموارد الغذائية. يتطلب نجاح هذه العملية التخطيط الجيد، مع اهتمام خاص بفترات الانتعاش بين الحمل والحفاظ على صحة الأم. ذلك يعمل على تأمين الغذاء والطاقة الضروريين لنمو الجنين وتطويره. يُحدد التخطيط الجيد للحمل وفترات الانتعاش المناسبة للأم بشكل صحيح، الهدف منها تعزيز الجوانب الإيجابية للحمل وتقليل المخاطر والتحديات المرتبطة بالحمل المتكرر.

فترة الانتظار المثالية بين حملين متتالين

  • رغم أن قرار الحمل يبقى قرارًا شخصيًا يتخذه الزوجان، إلا أن الفترة المثلى بين الحمل والحمل اللاحق للحفاظ على صحة الأم والجنين تتراوح عادةً بين 18 إلى 24 شهرًا، سواء كانت الولادة السابقة طبيعية أو قيصرية.
  • يعود ذلك لعدة أسباب، منها تقليل المضاعفات والمخاطر المرتبطة بتقارب الحمل ومنح جسم الأم الفرصة للاستراحة والتعافي، بالإضافة إلى استعادة مخازن العناصر الغذائية التي استنفذتها الفترة السابقة للحمل.
  • يُشدد على أنه من الأفضل ألا تتجاوز الفترة بين الحملين خمس سنوات.
  • بالنسبة للنساء فوق سن 35، يُفضل محاولة الحمل بعد فترة قدرها 6 إلى 12 شهرًا لتجنب المخاطر المحتملة المرتبطة بالحمل في سن متأخرة.
  • أما بالنسبة للنساء اللاتي خضعن لإجهاض ويتمتعن بصحة جيدة وتغذية سليمة، يمكنهن محاولة الحمل بعد الإجهاض بفترة قصيرة لا تتجاوز 8 أسابيع.

أضرار ومخاطر الحمل المتتابع

يعتبر الحمل فترة استنزاف لجسم المرأة من الطاقة والغذاء، ولذلك يلزم فترة راحة بعد الحمل يستعيد فيها الجسم قوته وطاقته. يظهر تكرار الحمل بشكل متقارب، خاصة إذا كانت الفترة الفاصلة أقل من 6 أشهر، بصورة مرتبطة بزيادة احتمال حدوث مشاكل، مثل:

  1. تمزق المشيمة (انفكاك مشيمة باكر):
    يحدث عند انفصال المشيمة عن جدار الرحم قبل انتهاء الحمل، ويُعتبر حالة خطيرة قد تهدد حياة الأم والجنين.
  2. ولادة طفل خديج:
    تحدث عند ولادة الطفل قبل الأسبوع 37 من الحمل، مما يزيد من مخاطرهم للمشاكل الصحية.
  3. انخفاض وزن الجنين عند الولادة:
    قد يكون ناتجًا عن نقص تغذية الأم وضعف جسمها بسبب الفترة القصيرة بين الحملين.
  4. فقر الدم لدى الأم:
    قد يحدث نتيجة لنقص الحديد والفترة القصيرة بين الولادات.
  5. نقص فيتامين ب 9 (حمض الفوليك):
    يهدد بحدوث تشوهات في جسم الجنين، ويمكن أن يسبب فقر الدم لدى الأم.
  6. ضعف وتخلخل العظام:
    بسبب استنزاف مخازن الكلس لدى الأم لتلبية احتياجات الجنين.
  7. التهابات الطرق البولية والتناسلية المستمرة:
    قد لا تزول تلك الالتهابات تلقائيًا بين الحمول، مما يزيد من خطر الإزمان وتعقيد علاجها.

المخاطر النفسية للحمل المتكرر

يعتبر الحمل حالة شدة تتأثر فيها الهرمونات، مما ينعكس على الحالة النفسية للمرأة الحامل، خاصة عند تكرار الحمل بفترات قريبة. تتضمن المشاكل النفسية التي قد تواجهها المرأة:

  1. القلق والتوتر:
    يزداد حدوثهما خلال الحمل بسبب زيادة مستويات هرمون الكورتيزول، الذي يؤثر على الدماغ ويسبب التوتر والهياج، مما يظهر في تقلبات المزاج وكثرة البكاء.
  2. الاكتئاب والرغبة بإيذاء الذات
    إلى جانب التقلبات السريعة في المزاج والتعب الذي ينبع من جوانب نفسية، يعتبران مشاكل نفسية شائعة خلال فترة الحمل المتكررة.
    يظهر تأثير حالة الأم على الطفل في الرحم، حيث يصبح الجنين أكثر عرضة للاضطرابات النفسية المحتملة في المستقبل، مثل:
  3. التوحد:
    يشير البحث إلى أن خطر حدوث التوحد يتزايد عند الولادة الثانية إذا كانت الفترة بين الحملين أقل من 12 شهرًا.
  4. الفصام:
    قد يكون ناتجًا عن نقص التغذية للجنين بسبب ضعف جسم الأم، مما يؤثر على نمو الجهاز العصبي. كما يُظهر أن المستويات العالية من الكورتيزول الذي ينتجه جسم الأم يمكن أن تؤثر على وظيفة وتطور الدماغ لدى الجنين.

فوائد الحمل المتكرر والمتتابع

الإنجاب المتكرر يأتي بفوائد صحية للمرأة تشمل:

  1. الوقاية من أمراض القلب والأوعية:
    يؤدي ارتفاع هرمون الأستروجين خلال الحمل إلى تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتات القلبية والدماغية، من خلال تأثيره الإيجابي على مستويات الكوليسترول والشحوم في الدم.
  2. تخفيف الألم البطني:
    يقلل التكرار في الحمل من التشنجات العضلية في الرحم والبطن خلال الدورة الشهرية، مما يساهم في تقليل حدة الألم البطني.
  3. تقليل خطر الإصابة ببعض أنواع السرطانات:
    يُعتبر الحمل عامل وقاية من سرطاني المبيض والثدي، وكلما تكرر الحمل وحدث بعمر أصغر، زادت فرص تجنب هذه السرطانات.
  4. زيادة قوة الحواس:
    يؤدي التكرار في الحمل إلى زيادة قوة الحواس مثل الشم والذوق والسمع، مما يمكّن الحامل من الاستمتاع بالأطعمة بشكل أفضل.

شاهد أيضا: أسباب سواد الشفاه ونصائح لعلاج الشفايف الداكنة

نصائح لتأقلم جسم المرأة مع الحمل المتكرر

تجدر اتباع بعض النصائح لتخفيف الأعراض المزعجة التي قد تصاحب الحمل، خاصةً في حالة التكرار المتكرر:

  1. تجنب التدخين والكحول:
    يفضل تجنب التدخين وتقليله بقدر الإمكان، وتجنب شرب الكحول وتجنب الأدوية غير الضرورية للحمل.
  2. تخفيف الغثيان:
    يُفضل تناول وجبات أقل في الحجم وزيادة عددها، شرب الماء بكميات كبيرة، تجنب الأطعمة الدسمة، والابتعاد عن الروائح المزعجة.
  3. نوم الحامل:
    يُنصح بعدم الاستلقاء على الظهر مباشرة بعد تناول الطعام، وخاصةً في الأشهر الثلاثة الأخيرة لتجنب ارتفاع الضغط على المعدة.
  4. تناول فيتامين ب 6 والزنجبيل:
    يمكن تجربة تناول فيتامين ب 6 والزنجبيل لتخفيف الغثيان، ولكن يجب استشارة الطبيب قبل البدء.
  5. العمل ضمن بيئة صحية:
    يُفضل أخذ إجازة من العمل خلال فترة الحمل وتجنب الأعمال الطويلة والتي تتطلب الوقوف لفترات طويلة.
  6. اختيار وسيلة السفر الملائمة:
    يُنصح بتجنب السفر بالطائرة أو السفن، والاعتماد على وسائل النقل البرية، مع اتخاذ الاحتياطات اللازمة.
  7. العلاقة الحميمة:
    يمكن ممارسة الجنس خلال الحمل ما لم يكن هناك توجيهات خاصة من الطبيب بخلاف ذلك.
  8. استشارة الطبيب:
    يجب متابعة الحمل بشكل دقيق مع الطبيب، والفحص بالأمواج فوق الصوتية ومتابعة زيادة وزن الأم لضمان صحة الحمل المتكرر.
زر الذهاب إلى الأعلى