محتويات المقال
تُعدّ رجفة الجسم ظاهرة تحدث نتيجة التبديل السريع بين انقباض العضلات واسترخائها بشكل لا إرادي، وهي استجابة طبيعية يقوم بها الجسم عند شعوره بانخفاض درجة الحرارة في محاولة لتدفئة نفسه.
وإلى جانب ذلك، هناك العديد من الأسباب الأخرى التي قد تؤدي إلى حدوث هذه الرجفة، وسنتناول أبرزها في السطور القادمة.
لماذا تحدث رجفة الجسم؟
تحدث رجفة الجسم بسبب التعاقب السريع بين انقباض واسترخاء عضلات الجسم، هذه الحركات اللاإرادية للعضلات هي ردة فعل طبيعية للجسم عند شعوره بالبرودة ومحاولة تدفئة نفسه، وفيما يأتي بيان أهمّ أسباب رجفة الجسم:
الطقس البارد
يبدأ الجسم بالارتعاش عند انخفاض درجة حرارته دون الحدّ المقبول؛ إذ يحاول زيادة درجة حرارته من خلال هذه الرجفة الظاهرة والتي تزيد من إنتاج الحرارة من سطح الجسم بنسبة 500%.
ويمكن للارتعاش تدفئة الجسم لمدة طويلة نسبيًا، إلا أن الجسم يستهلك الطاقة لأجل الارتعاش والتي تكون على شكل سكر الجلوكوز المخزن في العضلات، إذ يعد سكر الجلوكوز غذاء العضلات الرئيس، لذلك بعد عدة ساعات من زيادة درجة حرارة الجسم عن طريق الارتعاش ينفد مخزون العضلات من السكر، وتصبح العضلات مرهقة ولا تستطيع الإبقاء على حالة الانقباض والانبساط المُسببة للرعشة.
وتختلف درجة حرارة الجسم التي تؤدي للارتعاش من شخص لآخر، فلكل شخص درجة حرارة معينة يبدأ حينها جسمه بالارتعاش، ومن العوامل التي تؤثر في ذلك ما يأتي: العمر؛ إذ عادةً ما يبدأ الأطفال بالارتعاش عند درجة حرارة معينة بشكل أسرع من البالغين، وذلك لأنّ الأطفال لا يمتلكون مخزونًا كافٍ من الخلايا الدهنية في جسمهم، هذه الخلايا تساعد في عزل الجسم والمحافظة على درجة حرارته، مقارنةً بالبالغين الذين يمتلكون ما يكفي من هذه الخلايا.
بعض الحالات الصحية مثل خمول الغدة الدرقية، فغالبًا ما يشعر الأشخاص الذين لديهم خمول في الغدة الدرقية بالبرد أسرع من غيرهم.
وصول الهواء إلى الجسم.
التبلل بالماء؛ إذ يزيد الشعور بالبرودة ويُسبب الرجفة.
الحُمّى
تتراوح درجة حرارة جسم الإنسان الطبيعية بين 36.11- 37.22 درجة مئوية.
لكن عند ارتفاعها إلى 38 درجة مئوية أو أكثر فيشير ذلك إلى وجود الحُمّى (Fever)، وتعد الحمّى من أبرز الأسباب التي تؤدي إلى رجفة الجسم، وتُعرف أيضًا بارتفاع درجة حرارة الجسم أو السخونية (Hyperthermia or Pyrexia)، ويُعد وجود الحُمّى عادةً دليلًا على مقاومة الجسم ضد التهاب أو عدوى موجودة.
قد يُصاب الشخص بالحمى فقط دون أعراض أخرى، أو قد يصاحبها نزلات الرشح والبرد، ويجدر العلم بأن ردة فعل الجسم التحسسية تجاه ما يُسبب الحساسية للجسم، أو إصابة الجسم بالالتهابات المختلفة يزيدان من درجة حرارة الجسم أيضًا.
وتوجد بعض العلامات والأعراض التي تصاحب الحُمّى، لكنها تختلف باختلاف المسبب، ومن هذه العلامات ما يأتي:
فقدان الشهية.
كثرة التعرق.
آلام في العضلات.
الجفاف.
تهيج الجسم.
قشعريرة ورجفة.
ضعف عام في الجسم.
صداع.
انخفاض مستويات السكر في الدم
يشير انخفاض مستوى السكر في الدم (Hypoglycaemia) إلى انخفاض حاد في تركيز سكر الغلوكوز في الدم، ويؤثر في الأشخاص بطرق مختلفة، إضافةً إلى أن أعراض انخفاض السكر في الدم قد تتغير لنفس الشخص من عمر لآخر.
لكن من أهم العلامات والأعراض المبكرة ما يأتي:لتعب.
دوخة ودوران.
الجوع.
التوتر والقلق والانزعاج.
الشعور بوخز في الشفاه.
التعرق المفرط. الشعور بالارتعاش.
خفقان القلب السريع.
يميل لون الشخص إلى الشحوب.
الشعور بالخوف أو الانفعال أو التوتر
قد تسبب المشاعر القوية التي تعتري الإنسان كالخوف أو الفرح الشديد رجفة في الجسم؛ وذلك لأن هذه المشاعر يُصاحبها ارتفاع في مستويات هرمون الأدرينالين (Adrenaline) الذي يحفز الجسم للوصول إلى ردة فعل تُسمى باستجابة الكرّ أو الفرّ (Fight-or-Flight Response)، وعند نزول مستويات الأدرينالين في الجسم وعودة الجسم إلى حالته الطبيعية يتوقف هذا الارتعاش، ويعيش الإنسان هذه الحالة مؤقتًا، لكن قد يتكرر ارتفاع مستويات الأدرينالين عند الأشخاص الذين يعيشون في توتر مزمن؛ مما يؤدي إلى مُعايشتهم لهذه الرجفة أكثر من غيرهم.
الرعشة Tremor
يمكن للرعشة اللاإرادية أن تكون بسبب حالة صحية يطلق عليها اسم الرعاش (Essential Tremor)، وهو مرض مرتبط بالدماغ والأعصاب، إضافةً إلى أن الرعاش قد يكون من علامات مرض باركنسون (Parkinson’s Disease)، وهو أيضًا مرض يصيب منطقة معينة في الدماغ ويتطور تدريجيًا.
أسباب أخرى
توجد بعض الأسباب الأخرى التي تؤدي إلى حدوث الرجفة، مثل: الارتجاف أو الارتعاش بعد التخدير: (Postanesthetic Shivering) قد تحدث رجفة متكررة للمريض أثناء خروج المُخدر من جسمه والبدء باستعادة الوعي بعد العمليات الجراحية، ولم يُعرف سبب هذه الرجفة بعد، إلا أنه يُرجّح أن تكون برودة الجسم هي المسبب، فعادةً ما تكون غرف العمليات الجراحية باردة، وبقاء المريض فيها لوقت طويل يسبب انخفاض درجة حرارة جسمه مما قد يسبب الرجفة.
التوتر: يُعاني الأشخاص المُصابون بأمراض التوتر والقلق مشاعر خوف وقلق حادة ودائمة تجاه مواقف الحياة اليومية، ومن أكثر علامات التوتر والقلق شيوعًا ما يأتي: الشعور بالقلق وعدم الراحة.
الشعور بقرب الخطر.
زيادة سرعة ضربات القلب.
التعرق الزائد. الرجفة.
زيادة سرعة التنفس.
تعفن الدم: (Sepsis)، وهو ردة فعل الجسم الكبيرة تجاه العدوى، ويحدث عادةً مع التهابات الرئتين، أو الجلد، أو المعدة، أو التهابات المسالك البولية، وتعد الرجفة إحدى علامات تعفن الدم، ومن العلامات الأخرى: التشوش، والتعرق، وزيادة في نبض القلب، وضيق النفس.
اضطرابات الحركة النفسية: (Psychogenic Movement Disorder) في بعض الحالات، قد يكون سبب رجفة الجسم هو التوتر أو عوامل الصحة النفسية، وقد يُصاحبها وجود حركات أخرى لا إرادية في الجسم، وإنّ الرجفة في هذاه النوع من الاضطرابات قد تحدث في أي جزء من أجزاء الجسم، ومن أهم علامات وأعراض اضطرابات الحركة النفسية ما يأتي: حركات لا إرادية غير مرغوبة، مثل تشنجات أو ارتعاش في الوجه أو الرقبة أو الجذع، أو الأطراف.
عدم التوازن.
المشي بطريقة غريبة.
متى تجب مراجعة الطبيب؟
تجب مراجعة الطبيب في الحالات الآتية: إذا لم تتحسن الحُمّى بعد 3 أيام من العلاج، أو إذا استمرت لمدة تزيد عن 5 أيام.
إذا تعرض الشخص لأعراض أخرى، مثل: تشنج أو تيبّس في الرقبة، أو التشوش، أو التهيج، أو الخمول.
إذا بقيت درجة الحرارة أعلى من 39.4 درجة مئوية بعد 1-2 ساعة من التدابير المنزلية.
إذا صاحب الرجفة كحة شديدة، أو ضيق في النفس، أو آلام في البطن، أو تبول مستمر.
ملخص المقال
تعد الرجفة ردة فعل طبيعية للجسم تحدث عند الشعور بالبرد، أو الشعور بالفرح الشديد أو التوتر الشديد، إلا أنها من الممكن أن تدل على وجود حالة صحية تستلزم مراجعة الطبيب؛ لذلك يجب على الشخص مراقبة الجسم وفهم طبيعته، ومراجعة الطبيب عند وجود ما يثير القلق، أو عند الاشتباه بوجود حالة صحية معينة.