محتويات المقال
نصائح لتربية البنات تربية صحيحة, لتنمو بقوة وثقة، قالت سعاد حسني “البنت زي الولد”. ولكن المجتمع لم يرى الأمور بهذه البساطة كما أغردها السندريلا. يظن الكثيرون في المجتمع الشرقي أن هناك فرقًا كبيرًا في تربية الذكر والأنثى، ولكن الهدف الأساسي من التربية هو تشكيل إنسان متوازن وواعٍ وثقة بذاته. ينبغي للإنسان أن يكون على علم بحقوقه وواجباته نحو مجتمعه. ومع ذلك، ما زالت الأمثال كـ “يا مخلفة البنات يا شايلة الهم للممات” مستمرة، مما يجعل تربية البنات تحديًا في وجه تحديات المجتمع ضد النساء.
أفضل نصائح لتربية الفتيات
ها هي بعض النصائح المهمة من خبراء التربية بخصوص تربية الأطفال، وبالأخص البنات:
1- تشجيع البنت على اكتشاف شغفها:
● دعم الآباء في هذا السياق يعمل على تعزيز ثقة البنت بنفسها وقدرتها على التأقلم. يساعدها الشغف في مواجهة تحديات الحياة بكفاءة أكبر، إذ تعلم أين تريد الوصول. دعها تجرب الرسم، الموسيقى، الرياضات، الأعمال اليدوية وغيرها لتعرف ما يناسبها وما تحبه.
2- تمكينها من الاختيار:
● ضمن الحدود المعقولة، دعها تقرر بنفسها فيما يخص أمور حياتها اليومية، مثل اختيار ملابسها. كما يمكنك منحها الحرية في تحديد الأنشطة التي تود ممارستها بعد المدرسة، ولكن بشرط أن تمنح الأمور فرصة قبل أن تقرر ما تحب وما لا تحب.
3- تعزيز التواصل الفعال:
● عليك تعليم ابنتك الجرأة على التعبير عن احتياجاتها بوضوح وعدم الخوف من ذلك. شجعها على التحدث والدفاع عن نفسها، مثل قول “لا أحب كيف تتحدث معي” عندما يتجاوز أحدهم حدود الاحترام. ينبغي لها أن لا تسكت أمام من يتعدى عليها.
4- قم بتوجيه الثناء بدقة:
● الثناء المستحق يعزز من ثقتها بنفسها ويجعلها تشعر بالأمان في اتخاذ قراراتها. من الأفضل أن يكون الثناء موجهًا ومحددًا. على سبيل المثال، بدلاً من مجرد القول بأنها ذكية، يمكنك قول “لقد أبدعتِ في ردكِ على تلك الظرف” أو “لديكِ ذاكرة رائعة”. الثناء الصادق والموجه يعمل على تعزيز العلاقة بين الأب والطفل ويساهم في بناء الشخصية بشكل إيجابي.
5- تحفيزها على مواجهة المشكلات:
● حماية الوالدين الزائدة ومحاولتهما حل كل مشكلة بدلاً من الطفل يقلل من قدرته على التأقلم. من الجيد أن تدعي ابنتك تشارك في مواجهة التحديات بما يناسب عمرها. دعها تفكر في طرق متعددة لمعالجة المشكلة، واستمع لتوقعاتها لنتائج كل طريقة. وحتى إذا كنت لا تتفق معها في الحل، فبإمكانك منحها الفرصة لتتخذ قرارها، مما يعطيها شعورًا بالاستقلالية ويجعلها تتحمل مسؤولية قراراتها.
6- تشجيعها على بناء علاقة متينة مع جسمها:
● الفتيات اللواتي يحافظن على علاقة إيجابية مع أجسامهن يميلن إلى الشعور بالثقة أكثر. علمي ابنتك قيمة التقبل والحب لذاتها، وأن لا تقيس نفسها بمعايير الجمال المعروضة في وسائل الإعلام. دعها تخطو خارج منطقة الراحة وتعتني بجسدها، ليس فقط من الناحية الجمالية ولكن أيضًا الصحية.
7- تعزيز قيمة العمل الجماعي:
● حفزيها على المشاركة في الأنشطة المدرسية والعمل بروح الفريق. الفتيات اللواتي يتعاونن ويتشاركن في حل المشكلات يتمتعن بقدرة أكبر على التغلب على التحديات، وهذا يجعلهن يشعرن بإحساس عميق بالإنجاز والاكتفاء الذاتي.
اقراء ايضا : فوائد تكميم المعدة .. نصائح طبية
8- دعها تعبر عن رأيها:
● من الضروري أن يسمح الوالدان لبناتهم بالتعبير عن وجهات نظرهم، حتى إذا كانت تتعارض مع معتقداتهم. هذا يعزز قدرتها على الوقوف بثقة والدفاع عن مواقفها. يجب السماح لها بالتعبير عن مشاعرها وعدم الاتفاق معك أحيانًا، فهذا يمهدها لمواجهة تحديات الحياة مع الأشخاص الآخرين في المستقبل.
9- لا تحصرها في توقعات محددة:
● ليست هناك حقائق ثابتة عندما يتعلق الأمر بمهارات الأفراد. فقد تكون ابنتك ليست بارعة في الرياضيات الآن، لكن مع التشجيع والتدريب، قد تتحسن. المهم هو أن لا تسمح لها بالاعتقاد أن لديها نقصًا في مهارة معينة. شجعها على الاستمرار وبذل الجهد، ولكن من دون فرض توقعات غير واقعية عليها.
10- عززي ثقتها لمواجهة التصورات الجندرية:
● رغم التقدم الذي حققناه، لا يزال هناك من يعتقد أن بعض المهام مخصصة للأولاد فقط. عندما تلاحظين أن ابنتك تشاهد برامج تميز بين الجنسين، من الضروري التوجيه وتوضيح أن القدرات لا تقتصر على جنس معين. حثيها على أن لا تقيدها هذه التصورات وأن تؤمن بقدراتها. بناء علاقة قوية معها، استمعي لها وشاركيها الأنشطة التي تحب، وأكدي على أهمية هذه العلاقة مع تقدمها في العمر.
نصائح متعلقة بالأم في تربية البنات
في رحلة تربية البنات، يوجد نصائح ضرورية يجب على الأم التقيد بها، ومنها:
● دللي ابنتك بالكلمات الدافئة والمشجعة، وتجنبي التوبيخ المستمر أو التقليل من قيمتها، فالبنات حساسات خصوصًا في مراحل الطفولة الأولى.
● كوني على مقربة منها ولكن بدون تدخل زائد. البنات غالبًا ما يتميزن بالفضول، لكن ذلك لا يجب أن يؤدي إلى نتائج غير مرغوبة.
كوني قريبة لكن بحذر حتى لا تشعرها بأنك لا تثقين بها. وأولويّة المراقبة هي متابعة مشاعرها وتفاعلاتها.
● قضي وقتًا ذاتيًا مع ابنتك، شاركيها ذكرياتك وأوقات طفولتك. اللعب والمرح معها سيقوي الرابط بينكما، فهي أكثر من مجرد ابنة، بل هي صديقة ورفيقة.
● علميها القيم والمبادئ الدينية كفهم أهمية الصلاة والحشمة وغيرها، وأكدي على ضرورة التمسك بها.
● غرسي فيها قيمة الحياء والثقة بالنفس، وعلميها كيف تتعامل مع الانتقادات. كوني سندًا لها أمام تحديات المجتمع وحميها من أية مشكلات نفسية قد تواجهها.
نصائح للآباء للتعامل مع البنات
إن وجود الأب في حياة ابنته له أهمية خاصة وعميقة. وحتى إن لم يكن الأب أقرب صديق لابنته، إلا أنها غالبًا ما ترى فيه الركن الأساسي والقدوة التي تسعى لتقليدها. من خلال تفاعل الأب مع ابنته، تشكل لديها فهمًا واضحًا عن دور الرجل في المجتمع. لذا، يجب على الأب أن يكون حاضرًا في حياة ابنته وأن يصغي بانتباه لمشاعرها وآرائها.
دور الأب في تربية البنات:
● الإسلام قد أكد على أهمية حقوق المرأة وحمايتها. ومع ذلك، فالاهتمام بالفتاة لا يقتصر على الأب أو الأخ أو الزوج فقط، حتى وإن كانوا لهم الدور المحوري. الأم أيضًا تلعب دورًا حاسمًا في تربية ابنتها، خصوصًا أنها تقضي معها وقتًا أطول مقارنة بالابن، الذي قد يميل أحيانًا لقضاء وقته باللعب مع أصدقائه بعيدًا عن المنزل
ومن الأحاديث التي ذكرت البنات:
● قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (من كانت له ثلاث بنات فصبر عليهن وسقاهن وكساهن كن له حجابا من النار).
● نادى الرسول عليه الصلاة والسلام بحق المرأة وقال (استوصوا بالنساء خيراً).
● أوصى الله سبحانه وتعالى بالنساء في آياته الكريمة، وكفل لها حقها في الميراث الشرعي.
في الختام، تربية البنات مسؤولية هائلة ومكلفة، وهي مهمة لا تقتصر على توجيههن نحو المسار الصحيح في الحياة، بل تشمل أيضًا تعزيز الثقة بأنفسهن وتمكينهن من القدرة على مواجهة التحديات. الفتاة التي تنشأ في بيئة محبة ومشجعة ستنمو لتصبح امرأة قوية، واثقة، وقادرة على المساهمة بفعالية في المجتمع الذي تعيش فيه. فلنعمل معًا على بناء جيل من النساء اللاتي يمكنهن قيادة المستقبل بحزم وثقة.