نصائح للتعامل مع المراهقين

نصائح للتعامل مع المراهقين, حياة الإنسان تتكون من مجموعة من المراحل المتعاقبة، يبدأ بالولادة كرضيع، ثم يكبر ليصبح طفلًا صغيرًا، يلي ذلك مرحلة المراهقة، ومع تقدمه ينتقل إلى سنوات البلوغ والشباب. يتكرر هذا الدور عندما يصبح لديه أبناء خاصين به. تلك المراحل تحمل تجارب فريدة، وتستحق كل منها أن تُعيش بكل انفتاح واستمتاع بلحظاتها.سن المراهقة هو فترة مميزة في حياة الشباب، وعلى الرغم من أنها تثير قلق الوالدين، فإنها تمثل تجربة هامة للنمو والتطور. يُعتقد بأن المراهق سيكون عرضة للتمرد والانفصال عن القيود، مما يدفع الوالدين أحيانًا لتشديد الرقابة أو تقييد بعض الأمور. ومع ذلك، يجب أن يتم تعاملها بحذر وفهم، حيث يحتاج المراهق دعمًا وإرشادًا أثناء تلك المرحلة الحساسة من حياته.

نبذة عن مرحلة المراهقة

فهم مفهوم المراهقة يختلف بين الأفراد، فهي مرحلة مهمة تشمل التنمية النفسية والجسدية، حيث يتحول الفتي من طفل إلى شاب. يمتد هذا السن من عمر 11 إلى أوائل العشرينات، ويختلف وقت بدايته وانتهائه من شخص لآخر. بعض الأفراد يمكن أن تبدأ المراهقة في سن مبكرة نحو 11 عامًا وتنتهي في سن 15، فيما يمكن لآخرين أن تبدأ في سن متأخرة مثل 18 عامًا.أثناء هذه المرحلة الحساسة، تكون هناك تحديات يجب التعامل معها بحذر.

نصائح للتعامل مع المراهقين

إذا كنت على وشك أن تصبح والدًا لمراهق، يجب عليك أن تدرك أن سن المراهقة يحتاج إلى اتخاذ بعض الخطوات المهمة للتعامل معها:

الاستماع الجيد :
● من بين أهم الإرشادات للتعامل مع المراهقين في البداية، يجب أن تدرك دورك كوالدين بوضوح. مهمتك تكمن في تربيتهم بطريقة سليمة وتوجيههم نحو السلوكيات الصحيحة من خلال نصائحك.
● على الرغم من ذلك، يقوم البعض بفرض أوامرهم على أبنائهم دون مراعاة آرائهم، مما يمكن أن يؤدي إلى إحساس الطفل بالإزعاج أو عدم الرضا.
● مع دخول الطفل في مرحلة المراهقة، يتغير نمط تفكيره وتطوره الشخصي، حيث يبدأ في تحديد ما يفضله ويميل إليه. لذا، يعتبر الإنصات الجيد له بتركيز كبير أمرًا بالغ الأهمية. حتى إذا كنت تختلف في الآراء معه، يمكنك تقديم نصائحك بلطف والتعبير عن وجهة نظرك بأسلوب محترم ودون اللجوء إلى قمعه أو تقييده.

أعطيه الثقة التي يحتاجها:
● هل لديك شك في قدرتك على تربية طفلك في هذه المرحلة؟ إذا كان الأمر كذلك، فتذكّر أن إعطاء الثقة لطفلك في هذه الفترة يمثل خطوة أساسية.
● يحتاج الطفل إلى أن يشعر بثقة والديه أكثر من أي شيء آخر. عندما يرى أن والده أو والدته يثقان به، سيشعر بالاهتمام والتشجيع للحديث عن تجاربه وطموحاته وأحلامه المستقبلية.
● إذا طلب الخروج مع أصدقائه، لا تحاول منعه بذريعة القلق، بل حاول أن تفهم من يكونون وما هي قيمهم. هذه الثقة التي تمنحها ستظل محفورة في ذاكرته في كل موقف، وستدفعه للحفاظ عليها حتى بعيدًا عنكما. في المقابل، تجنب النمط الذي يشكك في أفعال أبنائه، فهذا يمكن أن يؤدي إلى انخفاض المزاج وضعف الثقة الذاتية لديهم، معرضين إياهم للشعور بالعزلة والوحدة.

اسأل دائماً:
● عندما تنوي إجراء تغييرات في المنزل، حاول أن تستفيد من آراء طفلك المراهق. أو إذا كنت تسعى للاستماع لأفراد العائلة، ضمِّ طفلك إلى هذا الحوار.
● هذا النهج سيعزز من إحساسه بالاستقلالية وقدرته على المشاركة في اتخاذ القرارات والتفاعل بثقة مع والديه. في أمور صغيرة وكبيرة، اعرض له فرصة التعبير عن رأيه واهتم بما يقوله. تلك الخطوة تُعتبر من النصائح الأساسية للتعامل مع المراهقين.

قدم له المسؤولية:
● إذا كان المراهق يعيش في بيئة تدور حول الاعتماد على والديه في كل أمر يتعلق به، فقد يشعر بالنقص ويسعى لاستكشاف ذاته.
● قد يفكر في خيارات غير تقليدية، مثل ترك المدرسة والبدء بالعمل للانتفاع باستقلاليته. لذلك، يجب عليك تجنب تركه يشعر بهذا النقص، وبدلاً من ذلك، علّمه كيفية تحمل المسؤوليات منذ صغره.
● يمكنك تكليفه ببعض المهام المنزلية، مثل تنظيف غرفته أو الاعتناء بحديقة المنزل، حتى وإن كانت تلك المهام بسيطة. ستجد أن هذا يجعل فارقًا في حياته ويساهم في تطوير شخصيته.

التعامل بشكل مهذب ومحترام:
● من ضمن النصائح الرئيسية للتعامل مع المراهقين، يأتي الاحترام كعنصر أساسي لبناء المحبة وتعزيز التفاهم وقبول الآراء المختلفة.
● إذا اعتمدت على النقد القاسي واستخدمت اللغة السيئة عند تصرف المراهق بطريقة لا ترضيك، فإن ذلك سيؤثر على نفسيته ويقلل من احترامه لك ولوالدته. قد يتطور الأمر ليشمل تصرفات سيئة مع الآخرين واستخدام اللغة النابية. لهذا السبب، يجب أن تحترم رأيه وتصرفاته، وأن تقوم بتوجيهه بلطف وباستخدام الحوار التوعوي بدلاً من التوبيخ. الاحترام يجب أن يكون جزءًا من ديناميكية الأسرة منذ البداية، منذ زمن الزواج وحتى مرحلة تربية الأطفال.

وضع حدود:

بالطبع، لن تُمنح لطفلك الحرية المطلقة التي تجعله يفعل ما يشاء بدون توجيه أو تحفظ، ولكنك لن تقمع حريته بشكل يحرمه من حقوقه كمراهق. يجب أن تسعى إلى الوسطية والتوازن في هذا السياق. من المهم أن تُعلم طفلك المفاهيم المحظورة والتي تحمل عواقب في حالة القيام بها، مثل السرقة أو عدم احترام الوالدين. يمكنك منحه حرية التصرف، ولكن يجب أن تضع إطارًا محددًا يتسق مع قيمه وتقديراته، ويمكنه تقبله وأنت تقبله أيضًا.

التشجيع بشكل مستمر:
● أنتَ ركيزة أساسية لطفلك المراهق، حين يشعر بالخوف أو الفرح أو الاحباط، فليجد فيك الشخص الذي يلجأ إليه ليعبر عن مشاعره. إذا أبدى اهتمامًا بتعلم فنٍ أو مهارة جديدة مع أصدقائه، حاول دعمه وتشجيعه بقدر الإمكان، وساعده في تحقيق ذلك.
● يظهر أن بعض الأسر، نتيجة للحماية المفرطة، يقيدون أبناءهم من التفاعل مع الآخرين أو اكتساب مهارات جديدة. هذا النهج قد يؤدي إلى زيادة التوتر والرهاب من التجارب الجديدة في حياة الأطفال.

وفر له مساحته الخاصة:
● من ضمن النصائح المهمة للتعامل مع المراهقين، يتعلق الأمر بعدم التطفل دائماً على حياتهم. تجنب تفتيش أغراضهم الشخصية أو غرفهم، وامتنع عن التجسس في جهازهم الذكي بحثًا عن معلومات.
● إذا شعر طفلك بأنك تعبث بخصوصيته دون أن تمنحه الثقة، قد يبتعد عن التواصل معك ويفضل الابتعاد ليكون لوحده.
● تستطيع بناء علاقة صداقة مع طفلك المراهق تجعله يشعر براحة في مشاركة حياته. بتكوين هذه الصداقة، يصبح من الأسهل لك أن تحثه على التحدث عن أموره الخاصة إليك دون أن تخترق خصوصيته بطريقة تؤثر سلبًا على نفسيته.

الابتعاد تماماً عن المقارنة:
● المقارنة تمتص نفسية الطفل، وتجعله يشعر بالفشل وضياع معنى حياته، خاصةً في فترات الامتحانات. بعض الأمهات لا يزالن يقارنن أبنائهن المراهقين بأقربائهم أو بأطفال آخرين، ويبدأن بتمجيد الآخرين ونقد أطفالهن ودفعهم للدراسة.
● لم أستوعب بالضبط سبب انتشار هذه السلوكيات، ولكن يظهر بشكل واضح أن نفسية الطفل تتأثر بقسوة وحزن في مثل هذه الحالات.
● إن كل شخص يتميز ويمتلك مواهبه وقدراته المميزة، لذا حاولي أن تقومي بمقارنة طفلك بنفسه في الماضي، وقدّمي له الإشادة بتطوره وتحسنه ونموه في مختلف جوانب حياته.

زر الذهاب إلى الأعلى